يتحدث فؤاد المضاحكة، المدير العام لنادي قطر للبولو،
عن رؤية النادي، والمكانة المتنامية لقطر كوجهةٍ مميّزة لرياضة البولو، وكيف تسهم الجهود المبذولة على امتداد المنطقة
في رسم ملامح مشهدٍ عصريٍّ مزدهرٍ لهذه الرياضة الراقية.
مع تزايد حضور رياضة البولو في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، تبرز المنطقة كفصلٍ جديدٍ ومثير في المسيرة العالمية لتطور هذه الرياضة الراقية. وبفضل ثقافتها العريقة في الفروسية ورؤيتها الوطنية التي تحتفي بالرياضات النخبوية، يُشكّل تدشين نادي قطر للبولو تحت مظلة وزارة الرياضة والشباب محطةً بارزة في تاريخ قطر الرياضي. وما بين المشاركات الدولية إلى الفعاليات المحلية، بدأت طموحات النادي تتجسد على أرض الواقع، وكان من أبرزها الظهور الأول لفريق الدوحة في بطولة تشيسترتونز بولو إن ذا بارك التي استضافتها لندن في شهر يونيو 2025. وعلى الصعيد المحلي، يواصل النادي تعزيز حضوره بتنظيم فعاليات مميزة، من بينها فعالية “بولو المرسى” المرتقبة والتي ستُقام في الدوحة، قطر، في ديسمبر 2025.
يمثل نادي قطر للبولو انطلاقة واثقة نحو مزج التقاليد العريقة بروح التميّز الرياضي المعاصر. فالنادي يستمدّ ركائزه من إرث الفروسية العميق لدولة قطر، ومن استثمارها المستمر في الرياضات عالية الأداء، ليقدّم رؤية جديدة لرياضة البولو برؤيةً عصرية، ومنفتحة، ومرتبطة بالهوية والمكان. وتتمثّل رؤيتنا في أن يصبح نادي قطر للبولو أكثر من مجرد نادٍ رياضي، بل مؤسسة ثقافية ورياضية تُعنى بصقل المواهب، واستضافة الفعاليات العالمية، وفتح آفاق هذه الرياضة أمام جيلٍ جديد في قطر والمنطقة. ويُعدّ النادي مبادرة وطنية تحت إشراف وزارة الرياضة والشباب، ما يعكس التزام قطر الراسخ بالرياضة كقوةٍ محركة للتنمية الوطنية. فلا يقتصر دور نادي قطر للبولو على الرياضة فحسب، بل يُعنى أيضًا بحفظ التراث، وتمكين الشباب، وتعزيز الحضور الدولي. ومن هذا المنطلق، يُتيح لنا الدعم الحكومي منصةً راسخةً للارتقاء برياضة البولو على المستويين الوطني والعالمي، بما ينسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030.
نحن نعيش اليوم مرحلة التأسيس، وهي بلا شك مرحلة مفعمة بالشغف؛ فقد نجحنا في بناء منظومة تشغيلية متكاملة تشمل تطوير المواهب الشابة، وشبكات التدريب، والشراكات الدولية. كما وضعنا مسارًا واضحًا لتأهيل اللاعبين، وأطلقنا برامج تدريبية دولية، إلى جانب تأسيس منصات للفعاليات مثل بولو المرسى لرفع الوعي وتعزيز حضور هذه الرياضة. وكذلك نعمل بنشاط على بناء شراكات استراتيجية تسهم في دعم رؤيتنا طويلة المدى وترسيخ مكانة نادي قطر للبولو كمركز رئيسي لرياضة البولو في المنطقة مستقبلًا.
وفي الواقع ليس الأمر بجديد؛ إذ تُعدّ قطر موطنًا فريدًا لرياضة البولو، ويمتد ارتباطها بالخيل عبر قرونٍ طويلة، متجذرًا في تاريخها وراسخاً في ثقافتها وهويتها؛ كما كان البولو جزءًا من تراث فروسيتنا العريق منذ قديم الزمان، كرياضةً تجسّد أصالة تراثنا وتواصل إلهام الأجيال الحالية.
إن ما يميّز قطر حقًا هو قدرتها على الجمع بتناغم بين هذا الإرث العريق وروح التميّز المعاصرة؛ فبفضل مناخها المشمس على مدار العام، وبنيتها الأساسية عالمية المستوى، وروح الضيافة الأصيلة التي لا تُضاهى، تعتبر قطر المنصة المثالية لاحتضان رياضة البولو على الساحة الدولية. وبعد أن رسّخت مكانتها كإحدى أبرز الوجهات العالمية لاستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، تستعد قطر اليوم لأن تنقل ذات الشغف والأناقة والطموح إلى عالم البولو. إنها بداية رحلةٍ استثنائية بحق، وفصل جديد يحمل الكثير.
وتُشكّل بطولة بولو المرسى، المقرر إقامتها في ديسمبر 2025، محطة تاريخية فارقة، إذ ستُقدّم رياضة البولو إلى الجمهور في قطر للمرة الأولى من خلال فعالية عامة مفتوحة. كما سيشهد هذا الحدث أول مشاركة للاعبي البولو القطريين على أرض الوطن، بعد الظهور المميز لقطر على الساحة الدولية في بطولة تشيسترتونز بولو إن ذا بارك. وسيُقام الحدث في ميناء الدوحة القديم على كورنيش الدوحة، حيث تُقام المباريات على خلفية ساحرة تُطلّ على أفق الدوحة المذهل. ويُجسّد هذا المفهوم مزيجًا فريدًا بين الابتكار ورقيّ التقاليد الرياضية، إذ يقدم للزوّار بتجربة تجمع بين الرياضة، والأناقة، والفن، والثقافة، مع فقرات مختارة بعناية لعشّاق البولو والجمهور الجديد على حد سواء. كما يُعدّ الحدث فرصةً مميزة لتعريف المجتمع القطري على رياضة البولو، وفتح آفاقٍ جديدة لتوسيع حضورها محليًا وإقليميًا.
وتشكل الفعاليات، مثل بولو المرسى، ركيزة أساسية في تحويل رؤيتنا إلى واقع ملموس، إذ تسهم في إذكاء شغف الجماهير الجديدة برياضة البولو بطريقة تعبر عن أصالة الهوية القطرية وتحتفي بثقافتها العريقة. كما يعكس هذا الحدث قيم رؤية قطر الوطنية 2030، التي ترى في الرياضة محركًا للنمو الاجتماعي والاقتصادي على حدٍّ سواء. ومن خلال نادي قطر للبولو، نعمل على بناء منصة مستدامة تُعنى بصقل المواهب الوطنية وتعزيز مكانة قطر كوجهة حقيقية لرياضة البولو. ولتطوير هذه المواهب، نتعاون بنشاط مع مدارس وأكاديميات الفروسية المحلية لاكتشاف الفرسان الشباب ودعمهم؛ لأن هدفنا هو تأسيس مسار متكامل للاعبين القطريين والإقليميين يمكّنهم من المنافسة في أعلى المستويات الدولية. كما نتعاون مع مدرّبين محترفين وخبراء دوليين لضمان أن يكتسب الجيل القادم المهارات الفنية العالية وروح الفروسية الرفيعة التي تميز هذه الرياضة. وفي الوقت الراهن، لدينا ثمانية لاعبين في طور التدريب استعدادًا للظهور بثقة على أرض الملعب خلال بطولة بولو المرسى في ديسمبر المقبل.
كما يُعدّ برنامج تطوير المواهب الناشئة أحد أبرز إنجازاتنا حتى الآن، إذ يركّز على رعاية الفرسان القطريين الشباب من خلال برامج تدريبية منظّمة، وتوجيه مهني، وفرص مبكرة للاحتكاك بالمنافسات. وفي يونيو 2025، شارك فريق الدوحة في بطولة بولو إن ذا بارك في لندن؛ وهي أول بطولة دولية يشارك فيها الفريق ممثلًا لدولة قطر على واحدة من أبرز المنصات العالمية في رياضة البولو.
يُعدّ برنامج تطوير المواهب الناشئة أحد أبرز إنجازاتنا حتى الآن.
لقد كانت تجربة لا تُقدّر بثمن، إذ منحت لاعبينا الثقة والخبرة والانتماء الحقيقي لهدفٍ أسمى؛ وشكّلت الأساس المتين لما نبنيه اليوم.
إننا نتطلّع إلى المستقبل برؤيةٍ طموحة، يبرز من خلالها نادي قطر للبولو صرحًا رائدًا في عالم البولو على مستوى الخليج، يتميز بمرافق من طراز عالمي، ويدعمه دوري احترافي رائع، وأكاديميات للشباب، واستضافة بطولات دولية مرموقة. وسنحرص على أن تصبح رياضة البولو جزءًا أصيلًا من المشهد الثقافي والرياضي في المنطقة – لا بوصفها رياضةٍ راقية فحسب، بل كنشاط تنافسي متاح للجميع يستمدّ جذوره من التراث ويعكس روح الأصالة والتجدد. إن بطولة بولو المرسى ليست سوى البداية.